(1) يا أيها المدثر أي المتدثر به وهو لا بس الدثار القمي قال تدثر رسول الله صلى الله عليه وآله فالمدثر يعني المدثر بثوبه روي أنه قال كنت بحراء فنوديت فنظرت عن يميني وشمالي فلم أر شيئا فنظرت فوقي فإذا هو على عرش بين السماء والارض يعني الملك الذي ناداه فرعبت ورجعت إلى خديجة فقلت دثروني فنزل جبرئيل عليه السلام وقال يا أيها المدثر .
وفي المجمع ما يقرب منه مع زيادات .
(2) قم فأنذر
(3) وربك فكبر صفه بالكبرياء عقدا وقولا روي أنه لما نزلت كبر وأيقن أنه الوحي وذلك أن الشيطان لا يأمر بذلك .
(4) وثيابك فطهر .
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال أي فشمر وفي رواية يقول ارفعها ولا تجرها .
وعن الكاظم عليه السلام إن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وآله وثيابك فطهر وكانت ثيابه طاهرة وإنما أمره بالتشمير .
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام معناه فثيابك فقصر .
--------------------------------------------------------------------------------
( 246 )
وعنه عن أمير المؤمنين عليهما السلام قال غسل الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة وتشمير الثياب طهور لها وقد قال الله سبحانه وثيابك فطهر أي فشمر والقمي تطهيرها هنا تشميرها وقال شيعتنا يطهرون .
(5) والرجز فاهجر القمي الرجز الخبيث وقرئ بالضم وهو لغة فيه .
(6) ولا تمنن تستكثر .
القمي عن الباقر عليه السلام لا تعط العطية تلتمس أكثر منها .
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال في هذه الاية لا تستكثر ما عملت من خير لله .
(7) ولربك فاصبر على مشاق التكليف وأذى المشركين .
( فإذا نُقِرَ في الناقور فإذا نفخ في الصور .
(9) فذلك يومئذ يوم عسير .
(10) على الكافرين غير يسير تأكيد يشعر بيسره على المؤمنين .
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الاية قال إن منا إماما مظفرا مستترا فإذا أراد الله إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر الله .
(11) ذرني ومن خلقت وحيدا قيل نزل في الوليد بن المغيرة عم أبي جهل فإنه كان يلقب بالوحيد سماه الله به تهكما وقيل أي ذرني وحدي معه فإني اكفيكه .
وفي المجمع عن الباقر عليه السلام إن الوحيد من لا يعرف له أب .
(12) وجعلت له مالا ممدودا مبسوطا كثيرا .
(13) وبنين شهودا حضورا معه بمكة يتمتع بلقائهم .
(14) ومهدت له تمهيدا وبسطت له في الرئاسة والجاه العريض حتى لقب ريحانة قريش والوحيد .
--------------------------------------------------------------------------------
( 247 )
(15) ثم يطمع أن أزيد على ما اوتي وهو استبعاد لطمعه .
(16) كلا إنه كان لايتنا عنيدا .
(17) سارهقه صعودا ساغشيه عقبة شاقة المصعد وهو مثل لما يلقى من الشدائد وروي أن الصعود جبل من النار يصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوي فيه كذلك .
(18) إنه فكَّر وقدَّر فيما تخيل طعنا في القرآن وقدر في نفسه ما يقول فيه .
(19) فقتل كيف قدَّر تعجيب من تقديره .
(20) ثم قتل كيف قدَّر تكرير للمبالغة وثم للدلالة على أن الثانية أبلغ من الاولى .
(21) ثم نظر أي في أمر القرآن مرة اخرى .
(22) ثم عبس قطب وجهه لما لم يجد فيه طعنا ولم يدر ما يقول وبسر اتباع لعبس .
(23) ثم أدبر عن الحق واستكبر عن اتباعه .
(24) فقال إن هذا إلا سحر يؤثر يروى ويتعلم .
(25) إن هذا إلا قول البشر القمي نزلت في الوليد بن المغيرة وكان شيخا كبيرا مجربا من دهاة العرب وكان من المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وآله وكان رسول الله يقعد في الحجرة ويقرأ القرآن فاجتمعت قريش إلى الوليد بن المغيرة فقالوا يا عبد شمس ما هذا الذي يقول محمد صلى الله عليه وآله أشعر هوام كهانة أم خطب فقال دعوني اسمع كلامه فدنا من رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا محمد انشدني من شعرك قال ما هو شعر ولكنه كلام الله الذي ارتضته ملائكته وأنبيائه ورسله فقال اتل علي منه شيئا فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وآله حم
--------------------------------------------------------------------------------
( 248 )
السجدة فلما بلغ قوله فإن أعرضوا يا محمد قريش فقل لهم أنذرتكم صعقة مثل صعقة عاد وثمود قال فاقشعر الوليد وقامت كل شعرة في رأسه ولحيته ومر إلى بيته ولم يرجع إلى قريش من ذلك فمشوا إلى أبي جهل فقالوا يا أبا الحكم إن أبا عبد شمس صبا إلى دين محمد أما تراه لم يرجع إلينا فغدا أبو جهل إلى الوليد فقال له يا عم نكست رؤوسنا وفضحتنا وأشمت بنا عدونا وصبوت إلى دين محمد صلى الله عليه وآله فقال ما صبوت إلى دينه ولكني سمعت منه كلاما صعبا تقشعر منه الجلود فقال له أبو جهل أخطب هو قال لا ان الخطب كلام متصل وهذا كلام منثور ولا يشبه بعضه بعضا قال افشعر هو قال لا أما إني لقد سمعت أشعار العرب بسيطها ومديدها ورملها ورجزها وما هو بشعر قال فما هو قال دعوني افكر فيه فلما كان من الغد قالوا له يا أبا عبد شمس ما تقول فيما قلناه قال قولوا هو سحر فإنه اخذ بقلوب الناس فأنزل الله على رسوله في ذلك ذرنى ومن خلقت وحيدا وإنما سمي وحيدا لانه قال لقريش أنا أتوحد بكسوة البيت سنة وعليكم في جماعتكم سنة وكان له مال كثير وحدائق وكان له عشر بنين بمكة وكان له عشر عبيد عند كل ألف دينار يتجر بها .
وفي الجوامع روي أن الوليد قال لبني مخزوم والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلووما يعلى فقالت قريش صبا والله وليد ليصبأن قريش فقال أبو جهل إني اكفيكموه وقعد إليه حزينا وكلمه بما أحماه فقام فأتاهم فقال تزعمون أن محمدا صلى الله عليه وآله مجنون فهل رأيتموه يخنق وتقولون إنه كاهن فهل رأيتموه يتحدث بما يتحدث به الكهنة وتزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا قط وتزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب فقالوا في كل ذلك اللهم لا قالوا له فما هو ففكر فقال ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه وما يقوله سحر يؤثر عن أهل بابل فتفرقوا متعجبين منه .
وفي رواية اخرى للقمي عن الصادق عليه السلام إنها نزلت في عمر في إنكاره الولاية وأنه إنما سمي وحيدا لانه كان ولد زنا ثم أول الايات فيه .
--------------------------------------------------------------------------------
( 249 )
(26) ساصليه سقر (1) .
(27) وما أدريك ما سقر تفخيم لشأنها .
(28) لا تبقى ولا تذر لا تبقى على شيء يلقى فيها ولا تدعه حتى تهلكه .
(29) لواحة للبشر مسودة لا عالي الجلد .
في الكافي عن الصادق عليه السلام إن في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له سقر شكا إلى الله عز وجل شدة حره وسأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم .
وفي روضة الواعظين عن الباقر عليه السلام إن في جهنم جبلا يقال له صعود وإن في صعود ودايا يقال له سقر وإن في سقر لجبا يقال له هبهب كلما كشف غطاء ذلك الجب ضج أهل النار من حره وذلك منازل الجبارين .
(30) عليها تسعة عشر ملكا يلون أمرها القمي قال لكل رجل تسعة عشر من الملائكة يعذبونه .
(31) وما جعلنا أصحاب النار إلا ملئكة ليخالفوا جنس المعذبين فلا يرقوا لهم ولا يستروحون إليهم ولانهم أقوى الخلق بأسا وأشدهم غضبا لله روي إن أبا جهل لما سمع عليها تسعة عشر قال لقريش أيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم فنزلت وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا وما جعلنا عددهم إلا العدد الذي اقتضى فتنتهم وهو التسعة عشر قيل افتتانهم به استقلالهم له واستهزاؤهم وإستبعادهم أن يتولى هذا العدد القليل تعذيب أكثر الثقلين ليستيقن الذين اوتوا الكتاب أي ليكتسبوا اليقين بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وصدق القرآن لما رأوا ذلك موافقا لما في كتابهم .
في الكافي عن الكاظم عليه السلام يستيقنون أن الله ورسوله ووصيه حق ويزداد الذين آمنوا إيمانا بالايمان به أو بتصديق أهل الكتاب له ولا يرتاب الذين أوتو
____________
(1) أي سأدخله جهنم وإلزمه إياها ، وقيل : سقر دركة من دركتها .
--------------------------------------------------------------------------------
( 250 )
الكتاب والمؤمنون أي في ذلك وهو تأكيد للاستيقان وزيادة الايمان ونفي لما يعرض المتيقن حيثما عراه شبهة وليقول الذين في قلوبهم مرض شك أو نفاق والكافرون الجازمون في التكذيب ماذا أراد الله بهذا مثلا أي شيء أراد بهذا العدد المستغرب استغراب المثل كذلك يضل الله من يشاء ويهدى من يشآء وما يعلم جنود ربك أصناف خلقه على ماهم عليه إلا هو وما هي قيل وما سقر أو عدة الخزنة أو السورة .
وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام قال يعني ولاية علي عليه السلام إلا ذكرى للبشر إلا تذكرة لهم .
(32) كلا ردع لمن أنكرها أو انكار لان يتذكروا بها والقمر .
(33) والليل إذا دبر دبر بمعنى أدبر كقبل بمعنى أقبل أي ولى وانقضى وقيل دبر أي جاء في أثر النهار وقرئ إذا أدبر من الادبار .
(34) والصبح إذا أسفر اضاء .
(35) إنها لاحدى الكُبَر لاحدى البلايا الكبر في الحديث السابق قال الولاية .
(36) نذيرا للبشر إنذارا لهم أو منذرة .
(37) لمن شآء منكم أن يتقدم أو يتأخر ليتقدم إلى الخير أو يتأخر عنه قال في الحديث السابق من تقدم إلى ولا يتنا اخر عن سقر ومن تأخر عنها تقدم إلى سقر .
(38) كل نفس بما كسبت رهينة مرهونة عند الله .
(39) إلا أصحاب اليمين فإنهم فكوا رقابهم بما احسنوا من أعمالهم في الحديث السابق هم والله شيعتنا والقمي قال اليمين أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه شيعته .
(40) في جنات يتسائلون
(41) عن المجرمين يسأل بعضهم بعضا أو يسألون غيرهم عن حالهم كقولك تداعيناه أي دعوناه .
--------------------------------------------------------------------------------
( 251 )
(42) ما سلككم في سقر حكاية لما جرى بين المسؤولين أو المجرمين .
(43) قالوا لم نك من المصلين قيل يعني الصلاة الواجبة في نهج البلاغة تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فإنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين .
وفي الكافي عنه عليه السلام مثله وعن الصادق عليه السلام قال عنى لم نك من اتباع الائمة الذين قال الله فيهم والسابقون السابقون اولئك المقربون أما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة مصليا فذلك الذي عنى حيث قال لم نك من المصلين أي لم نك من أتباع السابقين .
وعن الكاظم عليه السلام قال يعني إنا لم نتول وصي محمد والاوصياء من بعده عليهم السلام ولم نصل عليهم .
(44) ولم نك نطعم المسكين ما يجب إعطاؤه القمي قال حقوق آل محمد صلوات الله عليهم من الخمس لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وهم آل محمد صلوات الله عليهم .
(45) وكنا نخوض مع الخائضين نشرع في الباطل مع الشارعين فيه .
(46) وكنا نكذب بيوم الدين حتى وكنا بعد ذلك كله مكذبين بالقيامة وتأخيره لتعظيمه .
(47) حتى أتينا اليقين الموت .
(48) فما تنفعهم شفعاة الشافعين لو شفعوا لهم جميعا .
(49) فما لهم عن التذكرة معرضين .
في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال أي عن الولاية معرضين والقمي قال عما يذكر لهم من موالاة أمير المؤمنين عليه السلام .
--------------------------------------------------------------------------------
( 252 )
(50) كأنهم حمر مستنفرة .
(51) فرت من قسورة شبههم في إعراضهم ونفارهم عن استماع الذكر بحمر نافرة فرت من أسد .
(52) بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة قراطيس تنشر وتقرأ قيل وذلك لانهم قالوا للنبي صلى الله عليه وآله لن نتبعك حتى تأتي كلا منا بكتاب من السماء فيه من الله إلى فلان اتبع محمدا صلى الله عليه وآله .
والقمي عن الباقر عليه السلام وذلك أنهم قالوا يا محمد قد بلغنا أن الرجل من بني إسرائيل كان يذنب الذنب فيصبح وذنبه مكتوب عند رأسه وكفارته فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وقال يسألك قومك سنة بني إسرائيل في الذنوب فإن شاؤوا فعلنا ذلك بهم وأخذناهم بما كنا نأخذ به بني إسرائيل فزعموا ان رسول الله صلى الله عليه وآله كره ذلك لقومه .
(53) كلا ردع عن إقتراحهم الايات بل لا يخافون الاخرة فلذلك أعرضوا عن التذكرة .
(54) كلا ردع عن إعراضهم إنه تذكرة وأي تذكرة .
(55) فمن شاء ذكره .
(56) وما يذكرون إلا أن يشاء الله وقرئ بالتاء هو أهل التقوى حقيق بأن يتقى عقابه وأهل المغفرة حقيق بأن يغفر لعباده .
في التوحيد عن الصادق عليه السلام في هذه الاية قال قال الله تبارك وتعالى أنا أهل أن اتقى ولا يشرك بي عبدي شيئا وأنا أهل إن لم يشرك بي عبدي شيئا أن أدخله الجنة وقال عليه السلام إن الله تبارك وتعالى اقسم بعزته وجلاله أن لا يعذب أهل توحيده بالنار أبدا .
في ثواب الاعمال والمجمع عن الباقر عليه السلام من قرأ في الفريضة سورة
--------------------------------------------------------------------------------
( 253 )
المدثر كان حقا على الله عز وجل أن يجعله مع محمد صلى الله عليه وآله في درجته ولا يدركه في الحياة الدنيا شقاء أبدا إن شاء الله .
وفي المجمع ما يقرب منه مع زيادات .
(2) قم فأنذر
(3) وربك فكبر صفه بالكبرياء عقدا وقولا روي أنه لما نزلت كبر وأيقن أنه الوحي وذلك أن الشيطان لا يأمر بذلك .
(4) وثيابك فطهر .
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال أي فشمر وفي رواية يقول ارفعها ولا تجرها .
وعن الكاظم عليه السلام إن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وآله وثيابك فطهر وكانت ثيابه طاهرة وإنما أمره بالتشمير .
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام معناه فثيابك فقصر .
--------------------------------------------------------------------------------
( 246 )
وعنه عن أمير المؤمنين عليهما السلام قال غسل الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة وتشمير الثياب طهور لها وقد قال الله سبحانه وثيابك فطهر أي فشمر والقمي تطهيرها هنا تشميرها وقال شيعتنا يطهرون .
(5) والرجز فاهجر القمي الرجز الخبيث وقرئ بالضم وهو لغة فيه .
(6) ولا تمنن تستكثر .
القمي عن الباقر عليه السلام لا تعط العطية تلتمس أكثر منها .
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال في هذه الاية لا تستكثر ما عملت من خير لله .
(7) ولربك فاصبر على مشاق التكليف وأذى المشركين .
( فإذا نُقِرَ في الناقور فإذا نفخ في الصور .
(9) فذلك يومئذ يوم عسير .
(10) على الكافرين غير يسير تأكيد يشعر بيسره على المؤمنين .
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الاية قال إن منا إماما مظفرا مستترا فإذا أراد الله إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر الله .
(11) ذرني ومن خلقت وحيدا قيل نزل في الوليد بن المغيرة عم أبي جهل فإنه كان يلقب بالوحيد سماه الله به تهكما وقيل أي ذرني وحدي معه فإني اكفيكه .
وفي المجمع عن الباقر عليه السلام إن الوحيد من لا يعرف له أب .
(12) وجعلت له مالا ممدودا مبسوطا كثيرا .
(13) وبنين شهودا حضورا معه بمكة يتمتع بلقائهم .
(14) ومهدت له تمهيدا وبسطت له في الرئاسة والجاه العريض حتى لقب ريحانة قريش والوحيد .
--------------------------------------------------------------------------------
( 247 )
(15) ثم يطمع أن أزيد على ما اوتي وهو استبعاد لطمعه .
(16) كلا إنه كان لايتنا عنيدا .
(17) سارهقه صعودا ساغشيه عقبة شاقة المصعد وهو مثل لما يلقى من الشدائد وروي أن الصعود جبل من النار يصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوي فيه كذلك .
(18) إنه فكَّر وقدَّر فيما تخيل طعنا في القرآن وقدر في نفسه ما يقول فيه .
(19) فقتل كيف قدَّر تعجيب من تقديره .
(20) ثم قتل كيف قدَّر تكرير للمبالغة وثم للدلالة على أن الثانية أبلغ من الاولى .
(21) ثم نظر أي في أمر القرآن مرة اخرى .
(22) ثم عبس قطب وجهه لما لم يجد فيه طعنا ولم يدر ما يقول وبسر اتباع لعبس .
(23) ثم أدبر عن الحق واستكبر عن اتباعه .
(24) فقال إن هذا إلا سحر يؤثر يروى ويتعلم .
(25) إن هذا إلا قول البشر القمي نزلت في الوليد بن المغيرة وكان شيخا كبيرا مجربا من دهاة العرب وكان من المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وآله وكان رسول الله يقعد في الحجرة ويقرأ القرآن فاجتمعت قريش إلى الوليد بن المغيرة فقالوا يا عبد شمس ما هذا الذي يقول محمد صلى الله عليه وآله أشعر هوام كهانة أم خطب فقال دعوني اسمع كلامه فدنا من رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا محمد انشدني من شعرك قال ما هو شعر ولكنه كلام الله الذي ارتضته ملائكته وأنبيائه ورسله فقال اتل علي منه شيئا فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وآله حم
--------------------------------------------------------------------------------
( 248 )
السجدة فلما بلغ قوله فإن أعرضوا يا محمد قريش فقل لهم أنذرتكم صعقة مثل صعقة عاد وثمود قال فاقشعر الوليد وقامت كل شعرة في رأسه ولحيته ومر إلى بيته ولم يرجع إلى قريش من ذلك فمشوا إلى أبي جهل فقالوا يا أبا الحكم إن أبا عبد شمس صبا إلى دين محمد أما تراه لم يرجع إلينا فغدا أبو جهل إلى الوليد فقال له يا عم نكست رؤوسنا وفضحتنا وأشمت بنا عدونا وصبوت إلى دين محمد صلى الله عليه وآله فقال ما صبوت إلى دينه ولكني سمعت منه كلاما صعبا تقشعر منه الجلود فقال له أبو جهل أخطب هو قال لا ان الخطب كلام متصل وهذا كلام منثور ولا يشبه بعضه بعضا قال افشعر هو قال لا أما إني لقد سمعت أشعار العرب بسيطها ومديدها ورملها ورجزها وما هو بشعر قال فما هو قال دعوني افكر فيه فلما كان من الغد قالوا له يا أبا عبد شمس ما تقول فيما قلناه قال قولوا هو سحر فإنه اخذ بقلوب الناس فأنزل الله على رسوله في ذلك ذرنى ومن خلقت وحيدا وإنما سمي وحيدا لانه قال لقريش أنا أتوحد بكسوة البيت سنة وعليكم في جماعتكم سنة وكان له مال كثير وحدائق وكان له عشر بنين بمكة وكان له عشر عبيد عند كل ألف دينار يتجر بها .
وفي الجوامع روي أن الوليد قال لبني مخزوم والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلووما يعلى فقالت قريش صبا والله وليد ليصبأن قريش فقال أبو جهل إني اكفيكموه وقعد إليه حزينا وكلمه بما أحماه فقام فأتاهم فقال تزعمون أن محمدا صلى الله عليه وآله مجنون فهل رأيتموه يخنق وتقولون إنه كاهن فهل رأيتموه يتحدث بما يتحدث به الكهنة وتزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا قط وتزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب فقالوا في كل ذلك اللهم لا قالوا له فما هو ففكر فقال ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه وما يقوله سحر يؤثر عن أهل بابل فتفرقوا متعجبين منه .
وفي رواية اخرى للقمي عن الصادق عليه السلام إنها نزلت في عمر في إنكاره الولاية وأنه إنما سمي وحيدا لانه كان ولد زنا ثم أول الايات فيه .
--------------------------------------------------------------------------------
( 249 )
(26) ساصليه سقر (1) .
(27) وما أدريك ما سقر تفخيم لشأنها .
(28) لا تبقى ولا تذر لا تبقى على شيء يلقى فيها ولا تدعه حتى تهلكه .
(29) لواحة للبشر مسودة لا عالي الجلد .
في الكافي عن الصادق عليه السلام إن في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له سقر شكا إلى الله عز وجل شدة حره وسأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم .
وفي روضة الواعظين عن الباقر عليه السلام إن في جهنم جبلا يقال له صعود وإن في صعود ودايا يقال له سقر وإن في سقر لجبا يقال له هبهب كلما كشف غطاء ذلك الجب ضج أهل النار من حره وذلك منازل الجبارين .
(30) عليها تسعة عشر ملكا يلون أمرها القمي قال لكل رجل تسعة عشر من الملائكة يعذبونه .
(31) وما جعلنا أصحاب النار إلا ملئكة ليخالفوا جنس المعذبين فلا يرقوا لهم ولا يستروحون إليهم ولانهم أقوى الخلق بأسا وأشدهم غضبا لله روي إن أبا جهل لما سمع عليها تسعة عشر قال لقريش أيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم فنزلت وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا وما جعلنا عددهم إلا العدد الذي اقتضى فتنتهم وهو التسعة عشر قيل افتتانهم به استقلالهم له واستهزاؤهم وإستبعادهم أن يتولى هذا العدد القليل تعذيب أكثر الثقلين ليستيقن الذين اوتوا الكتاب أي ليكتسبوا اليقين بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وصدق القرآن لما رأوا ذلك موافقا لما في كتابهم .
في الكافي عن الكاظم عليه السلام يستيقنون أن الله ورسوله ووصيه حق ويزداد الذين آمنوا إيمانا بالايمان به أو بتصديق أهل الكتاب له ولا يرتاب الذين أوتو
____________
(1) أي سأدخله جهنم وإلزمه إياها ، وقيل : سقر دركة من دركتها .
--------------------------------------------------------------------------------
( 250 )
الكتاب والمؤمنون أي في ذلك وهو تأكيد للاستيقان وزيادة الايمان ونفي لما يعرض المتيقن حيثما عراه شبهة وليقول الذين في قلوبهم مرض شك أو نفاق والكافرون الجازمون في التكذيب ماذا أراد الله بهذا مثلا أي شيء أراد بهذا العدد المستغرب استغراب المثل كذلك يضل الله من يشاء ويهدى من يشآء وما يعلم جنود ربك أصناف خلقه على ماهم عليه إلا هو وما هي قيل وما سقر أو عدة الخزنة أو السورة .
وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام قال يعني ولاية علي عليه السلام إلا ذكرى للبشر إلا تذكرة لهم .
(32) كلا ردع لمن أنكرها أو انكار لان يتذكروا بها والقمر .
(33) والليل إذا دبر دبر بمعنى أدبر كقبل بمعنى أقبل أي ولى وانقضى وقيل دبر أي جاء في أثر النهار وقرئ إذا أدبر من الادبار .
(34) والصبح إذا أسفر اضاء .
(35) إنها لاحدى الكُبَر لاحدى البلايا الكبر في الحديث السابق قال الولاية .
(36) نذيرا للبشر إنذارا لهم أو منذرة .
(37) لمن شآء منكم أن يتقدم أو يتأخر ليتقدم إلى الخير أو يتأخر عنه قال في الحديث السابق من تقدم إلى ولا يتنا اخر عن سقر ومن تأخر عنها تقدم إلى سقر .
(38) كل نفس بما كسبت رهينة مرهونة عند الله .
(39) إلا أصحاب اليمين فإنهم فكوا رقابهم بما احسنوا من أعمالهم في الحديث السابق هم والله شيعتنا والقمي قال اليمين أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه شيعته .
(40) في جنات يتسائلون
(41) عن المجرمين يسأل بعضهم بعضا أو يسألون غيرهم عن حالهم كقولك تداعيناه أي دعوناه .
--------------------------------------------------------------------------------
( 251 )
(42) ما سلككم في سقر حكاية لما جرى بين المسؤولين أو المجرمين .
(43) قالوا لم نك من المصلين قيل يعني الصلاة الواجبة في نهج البلاغة تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فإنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين .
وفي الكافي عنه عليه السلام مثله وعن الصادق عليه السلام قال عنى لم نك من اتباع الائمة الذين قال الله فيهم والسابقون السابقون اولئك المقربون أما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة مصليا فذلك الذي عنى حيث قال لم نك من المصلين أي لم نك من أتباع السابقين .
وعن الكاظم عليه السلام قال يعني إنا لم نتول وصي محمد والاوصياء من بعده عليهم السلام ولم نصل عليهم .
(44) ولم نك نطعم المسكين ما يجب إعطاؤه القمي قال حقوق آل محمد صلوات الله عليهم من الخمس لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وهم آل محمد صلوات الله عليهم .
(45) وكنا نخوض مع الخائضين نشرع في الباطل مع الشارعين فيه .
(46) وكنا نكذب بيوم الدين حتى وكنا بعد ذلك كله مكذبين بالقيامة وتأخيره لتعظيمه .
(47) حتى أتينا اليقين الموت .
(48) فما تنفعهم شفعاة الشافعين لو شفعوا لهم جميعا .
(49) فما لهم عن التذكرة معرضين .
في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال أي عن الولاية معرضين والقمي قال عما يذكر لهم من موالاة أمير المؤمنين عليه السلام .
--------------------------------------------------------------------------------
( 252 )
(50) كأنهم حمر مستنفرة .
(51) فرت من قسورة شبههم في إعراضهم ونفارهم عن استماع الذكر بحمر نافرة فرت من أسد .
(52) بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة قراطيس تنشر وتقرأ قيل وذلك لانهم قالوا للنبي صلى الله عليه وآله لن نتبعك حتى تأتي كلا منا بكتاب من السماء فيه من الله إلى فلان اتبع محمدا صلى الله عليه وآله .
والقمي عن الباقر عليه السلام وذلك أنهم قالوا يا محمد قد بلغنا أن الرجل من بني إسرائيل كان يذنب الذنب فيصبح وذنبه مكتوب عند رأسه وكفارته فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وقال يسألك قومك سنة بني إسرائيل في الذنوب فإن شاؤوا فعلنا ذلك بهم وأخذناهم بما كنا نأخذ به بني إسرائيل فزعموا ان رسول الله صلى الله عليه وآله كره ذلك لقومه .
(53) كلا ردع عن إقتراحهم الايات بل لا يخافون الاخرة فلذلك أعرضوا عن التذكرة .
(54) كلا ردع عن إعراضهم إنه تذكرة وأي تذكرة .
(55) فمن شاء ذكره .
(56) وما يذكرون إلا أن يشاء الله وقرئ بالتاء هو أهل التقوى حقيق بأن يتقى عقابه وأهل المغفرة حقيق بأن يغفر لعباده .
في التوحيد عن الصادق عليه السلام في هذه الاية قال قال الله تبارك وتعالى أنا أهل أن اتقى ولا يشرك بي عبدي شيئا وأنا أهل إن لم يشرك بي عبدي شيئا أن أدخله الجنة وقال عليه السلام إن الله تبارك وتعالى اقسم بعزته وجلاله أن لا يعذب أهل توحيده بالنار أبدا .
في ثواب الاعمال والمجمع عن الباقر عليه السلام من قرأ في الفريضة سورة
--------------------------------------------------------------------------------
( 253 )
المدثر كان حقا على الله عز وجل أن يجعله مع محمد صلى الله عليه وآله في درجته ولا يدركه في الحياة الدنيا شقاء أبدا إن شاء الله .